الواجب الثاني: المساندة السياسية:
1. يجب على جميع المسلمين في أوطانهم أن يأسسوا جبهة إسلامية توقف هذا الإمداد للعدو المحتل بالبترول والغاز والماء من بلادنا الإسلامية، واستيراد السلع الإسرائيلية مما يمكًن أعداء الله من هذا البطش بإخواننا في فلسطين عامة، وغزة خاصة. وهذا من أعظم المنكرات التي يجب إيقافها وإنكارها، لما رواه أبو داود والنسائي بسندهما عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من رأى منكرا فاستطاع أن يغيره بيده فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان".
2. إذا كان خمسة من مشركي قريش قد سعوا فى نقض صحيفة مقاطعة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه كما ذكر ابن القيم في زاد المعاد ( 2/46)، وابن هشام في السيرة ( 1/35)، فإننا نتساءل بحرقة ألا يوجد في الأمة المسلمة مثل هؤلاء الخمسة (هشام بن عمرو، والمطعم بن عدي ، وأبو البختري بن هشام ، وزمعة بن الأسود ، وزهير بن أمية البختري)؟! ألا يوجد مثلهم من ذوي المروءات من كبار الأغنياء والوجهاء السياسيين ممن يسعى لتقطيع وتمزيق هذا الحصار على الشعب الفلسطيني؟! وعليه يجب كسر الحواجز التي وضعت على المعابر ومنافذ الحياة لإخواننا في غزة؛ وإلا صار مانعوهم والساكتون عليهم شركاء في الوزر في قتل معصومي الدم شرعا وقانونا.
3. إذا كانت مروءة العرب قد دفعت مشركي بني هاشم وبني المطلب أن يقفوا في خندق واحد مع النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه أثناء الحصار، ودخلوا معهم في هذه المقاطعة كما أورد البخاري – راجع فتح الباري ( 3/529 ). حتى كان يسمع أصوات غير المسلمين من النساء والأطفال و الصبيان يتضاغون من الجوع . ألا يجتمع الصف الفلسطيني المسلم والمسيحي في منظمة فتح وغيرها من المنظمات والجماعات ليكونوا جميعا صفا واحدا أمام تركيع شعب بأسره؟! ويظهر الشارع الفلسطيني بأسره صفا واحداً تحت شعار واحد (( الجوع ولا الركوع )) ، ونحب أن ننوه هنا إلى ضرورة استحضار هذه المروءة من إخواننا التجار الذين فرَ إليهم إخوانهم تحت سياط الجوع والمرض ألا يستغلوا حاجتهم، بل الأًولى أن يسارعوا إلى نجدتهم، والحد الأدنى ألا يستغلوا حاجتهم وإلا أثموا وكان كسبهم حراما أو به شبهة. كما نتساءل ألا تقف جماهير الأمة الإسلامية من روائهم - أي في غزة- في وجه كل نظام يتعامل مع الصهاينة بغير الحكم الشرعي الذي أقره علماء الأمة منذ سنة 48م بوجوب حربهم وقتالهم مستندين إلى الإجماع الذي أورده علماء الأمة في جميع مذاهبهم السنية والشيعية والإباضية، مستندين إلى قوله تعالى: "وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا" (البقرة: من الآية 190) ، وقوله تعالى: "قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ * وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ " (التوبة: 14 ومن الآية 15)، أم هل قد نسخت هذه النصوص لدى بعض علمائنا وقادتنا ؟!
4. الأصل في ذلك استنفاد كل الوسائل المشروعة في كل بلد من احتجاجات، ومسيرات، واعتصامات، ومشاورات، وبيانات، ونشرات، ولقاءات مع المسؤولين في كل بلد لإقناعهم - سلميا- بضرورة تعديل مواقفهم وفقا لأحكام الشرع وضرورات العصر.
5. التواصل مع الهيئات الدولية، والمحافل العالمية، التي ترعى حقوق الإنسان، بل التوجه إلى المحاكم الدولية لمقاضاة مجرمي الحرب في الكيان الصهيوني، كما حدث في ملاحقة زعماء صربيا.
ومن المساندة أيضا إرسال رسائل إلكترونية إلى البيت الأبيض المساند بلا حدود، والمراعي بلا خجل لكل مظالم الصهاينة ضد المسلمين عامة وإخواننا في غزة خاصة.